شارك الإعلاميّ سركيس الدّويهي في اللّيلة السّادسة من محرّم في حسينيّة أهل البيت (ع) في بلدة القصيبة الجنوبية . وقد ألقى كلمة جاء فيها:

 

السّلامُ عليكم، ورحمةُ اللهِ، وبركاتُه.

 

السّلامُ عليكَ يا ابنَ عليِّ المُرتَضى،

 

السّلامُ عليكَ يا ابنَ فاطمةَ الزّهراء،

 

السّلامُ عليكَ أيّها الشّهيدُ الصّدّيقُ والوصيُّ البارّ،

 

السّلامُ عليكَ يا حبيبي ويا سيّدي ويا مولايَ يا أبا عبدِالله الحسين، وعلى أخيكَ أبي الفضلِ العبّاس، وعلى أختِكَ زينب، وعلى ابنِ عمِّكَ وسفيرِكَ مُسلم بنِ عَقيل، وعلى بنيكَ، وأصحابِكَ، والأئمّةِ من ذُرّيّتِكَ.

 

لعنَ اللهُ أمّةً قتلتكَ، ولعنَ اللهُ أمّةً ظلمتكَ، ولعنَ اللّهُ أمّةً سمعت بذلك، فرضيَتْ به.

 

أهلي، أحبّائي، إخوتي في الحسين،

 

لم آتِ اليومَ إلى هذه البلدةِ الحبيبة، للمشاركةِ في هذه اللّيلةِ العاشورائيّةِ المباركة، من قَبيلِ العلاقةِ الإنسانيّةِ، والمجاملةِ، وتبادُلِ الواجبات، ولا سيّما أنّ لي في القصيبة أهلًا وإخوةً وأحبّةً. إنّما تأتي مشاركتي اليومَ، كما في السّنتَيْنِ الماضِيَتَيْنِ، للتّعبيرِ عن عشقي، وحُبّي، وولائي لسيّدِ الشّهداءِ الإمامِ الحسين (عليه السّلام).

 

نعم، يا إخوتي، لقد جئتُ اللّيلةَ، لأُجدّدَ البيعةَ، وأقولَ للإمامِ الحسين (عليه السّلام) : بأبي أنت وأمّي يا أبا عبدِلله. يا ليتني كنتُ معكَ، فأفوزَ فوزًا عظيمًا.

 

يا أحبّائي، أنا مسيحيٌّ مارونيٌّ أؤمنُ بمسيحيّتي، لكنّني أعشقُ الإمامَ الحسين (عليه السّلام)، وكعابسٍ أنا حبُّ الحسينِ أجنَّني.

 

أهلي، أحبّائي،

 

قبلَ خمسِ سنواتٍ، دعاني أحدُ أصدقائي في حيّ اللّجا في المصيطبة إلى حضورِ مجلسِ عزاءٍ، يُحييهِ الخطيبُ الحسينيُّ فضيلةُ الشّيخ حيدر المولى. لم أكُن أعرِفُ شيئًا عن مجالسِ العزاء، وبالتّالي عن أهلِ البيت (عليهم السّلام)، فلبّيتُ الدّعوةَ، يومَها، على مضضٍ، وذهبتُ إلى الحسينيّةِ إرضاءً لصديقي علي. وهناكَ كان اللّقاءُ، وكانتِ البدايةُ، فتعرّفتُ إلى الحسين، وأبي الفضل العبّاس، وزينب، وعليِّ الأكبر، ومُسلم بنِ عَقيل، وجون، ووهب، وغيرِهِم من أبطال كربلاء. وواللهِ، واللهِ، ما رأيتُ، وما سمعتُ إلّا جميلًا، فغرِقتُ في بحرِهِم عشقًا وهُيامًا.

 

لقد تعرّفتُ ،يومَها، إلى إمامٍ عظيمٍ، شدّني إليهِ بما يتميّزُ بهِ من العلمِ، والتّواضُعِ، والشّجاعةِ، والوَرَعِ، والجودِ، والغيرةِ، والعِصمةِ، والشّهامةِ، والبطولةِ، والبسالةِ، والكمالِ، وحُسْنِ الأخلاقِ، ولُطْفِ الشّمائل. وتعلّقتُ بشخصيّته (عليه السّلام) لما تُجسّدُهُ هذه الشّخصيّةُ من قيمٍ إنسانيّةٍ ساميةٍ، ولما فيها من شَبَهٍ كبيرٍ بينها وبين شخصيّةِ السّيّد المسيح (عليه السّلام). ففي شخصيّةِ الإمامِ الحسين (سلامُ اللهِ عليه) وجدتُ شخصيّةَ الثّائرِ، وشخصيّةَ القائدِ، وشخصيّةَ الإمامِ، وشخصيّةَ البطلِ، وشخصيّةَ الفادي.

 

إنّ سيّدَ الشّهداءِ (عليه السّلام) هو مدرسةٌ في التّضحيةِ، والبذلِ، والعطاءِ، والفداءِ، والتّحدّي، والرّفضِ، والإخلاصِ، والتّفاني، والعِبادةِ، والزُّهدِ.

 

لقد تعلّمتُ من الإمامِ الحسين (عليه السّلام) أن أقولَ “لا”، عندما تكونُ ال”نعم” عكسَ مبادئي، وضدَّ قناعاتي ويقيني، مهما كانتِ الأثمانُ باهظةً، والتّضحياتُ جسيمةً.

 

لقد تعلّمتُ من الإمامِ الحسين (عليه السّلام) أن أرفضَ الذُّلَّ والمهانةَ، وأن أعيشَ حرًّا عزيزًا، فالموتُ في عزٍّ خيرٌ من الحياةِ في ذُلٍّ وهَوان.

 

لقد علّمني الإمامُ الحسين (عليه السّلام) أن أُقاوِمَ الظّلمَ والجَوْرَ، وأُحاربَ الجهلَ والفسادَ، وأواجهَ الكُفرَ والنِّفاقَ، وأتمسّكَ بالقيمِ والمبادئِ والأخلاقِ، وأنصرَ الحقَّ، وأُزهقَ الباطلَ.

 

أهلي، أحبّائي،

 

يبقى الحسينُ (عليه السّلام)، على الأيّامِ قاطبةً، رمزَ الفداءِ، ومصباحَ الهُدى، وسفينةَ النّجاةِ، وسرَّ قوّتِنا وانتصاراتِنا. وتبقى كربلاءُ المقدّسةُ مدرسةً في الجهادِ، والمقاومةِ، والنّضالِ، والصّبرِ، والإباءِ، والقيمِ، والأخلاقِ، والتّضحيةِ، والعنفوان.

 

إنّ الفداءَ والاستشهادَ اللّذَيْنِ يُشكّلانِ رُكنَ الدّينِ المسيحيّ الأساس، قد جسّدَهُما الإمامُ الحسين (عليه السّلام) خيرَ تجسيدٍ في استشهادِهِ، هذا الاستشهادُ الّذي لا يُقدِمُ عليهِ إلّا المُبشّرونَ بالأديانِ السّماويّةِ، أو المُتَصَدّونَ لانحرافِها، وكان الحسينُ واحدًا منهم.

 

إنّ الحسينَ الّذي خرجَ لطلبِ الإصلاحِ في دينِ جدِّهِ شُرِّدَ، وأُعطِشَ، وأُهينَ، وجُرِّدَ من ثيابِهِ، وقُتِلَ أولادُهُ وأصحابُهُ، وطُحِنَت عظامُهُ، وقُطِعَ رأسُهُ، وسُبِيَت عِيالُه. وكما سيّدُ الشّهداءِ (عليهِ السّلام)، كذلك السّيّدُ المسيح (سلامُ اللهِ عليه) اضطُهِدَ، وأُهينَ، وحوكِمَ، وضُفِرَ جبينُهُ بالشّوكِ، وجُرِّدَ من ثيابِهِ، وصُلبَ، وطُعِنَ.

 

فكيف لا أعشقُ الحسينَ (عليه السّلام) أنا المسيحيُّ، وهو وارثُ عيسى روحِ الله؟ وهنا أَذكُرُ قولَ الكاتبِ المسيحيّ أنطوان بارا: “لو كان الحسينُ منّا لنشرنا لهُ في كلِّ أرضٍ رايةً، ولأَقَمْنا لهُ في كلِّ أرضٍ مِنْبَرًا، ولَدَعونا النّاسَ إلى المسيحيّةِ باسمِ الحسين”.

 

أهلي، أحبّائي،

 

إنّ الحسينَ (عليه السّلام) مهوى القلوبِ الحيّةِ، ومَنارُ الضّمائرِ الحُرّةِ، لأنّ اللهَ (عزَّ وجّلَّ) أسبغَ على ثورتِهِ ألطافًا سماويّةً توقدُ في قلوبِ المؤمنينَ، مسلمينَ ومسيحيّينَ، جَمرةً ملتَهِبَةً لا تبرُدُ، بل تتجدّدُ، ويشتعلُ أوارُها جيلًا بعد جيلٍ. فسيرةُ الحسين (عليه السّلام) مبادئُ، ومُثُلٌ، وثورةٌ، لَأعظَمُ من حصرها في إطارِ زمنيٍّ ومكانيٍّ محدَّدٍ، وعللى الفكرِ الإنسانيِّ أن يُعيدَ تَمثيلَها، واستنباطَ الدّروسِ والعِبَرِ منها، لأنّها سرُّ سعادةِ البشريّةِ، وسرُّ حرّيّتِها، وسرُّ سؤدَدِها، وسرُّ انتصاراتها. فلَوْ عقَلَ البشرُ المبادئَ الّتي استُشهدَ من أجلها الحسينُ (عليه السّلام)، لأزَلْنا كلَّ مظاهرِ الحزنِ والحداد. فثورةُ الإمامِ الحسين (عليه السّلام) لم تكُنْ غيرَ ثورةٍ في الرّوحِ لم ترضَ بسيادةِ الغِلِّ، والجهلِ، والفسادِ.

 

لقد أرادَ الحسينُ (عليه السّلام) أن يُحرِّرَ الأرضَ من عبودِيَّتِها المعفَّرَةِ بالسّرابِ والغبارِ، ويرفعَها إلى السّماواتِ السّبعِ، وأن يسموَ بالإنسانِ ، ويُخلّصَهُ من كلِّ عبوديّةٍ، ويُحرّرَهُ من الكَذِبِ والغِشِّ والبُهْتانِ، ويُنَظّفَهُ من الرّغباتِ السّودِ، ويُزيّنَهُ بالصّدقِ والطُّهرِ والعَفافِ.

 

إنَّ نهضةَ الحسين (عليه السّلام) لم تكُنْ ظاهرةً انفعاليّةً لفورةٍ عابرةٍ، بل كانت تصدِّيًا عَزومًا للقِوى الظّلاميّةِ الغاشمةِ، وصيحةً مُجَلْجِلَةً لاجتثاثِ البِدَعِ ودَغَلِ النّفوسِ ووثنيّةِ الأفكارِ، لا يزالُ صداها يتردّدُ حتّى يومِنا هذا.

 

وإن كان الحسينُ (عليه السّلام) قائدَنا، وسيّدَنا، وقدوتَنا، ومثالَنا، وملهِمَنا، فواجبٌ علينا أن نقتديَ به، وأن نحتذيَ به، وأن نسيرَ على نهجِهِ وخطاهُ، وأن نكونَ حسينيّينَ في أقوالِنا، وأفعالِنا، وأخلاقِنا، وسلوكِنا في المجتمع، وتعاملِنا مع النّاس. وهنا، سؤالٌ يطرحُ نفسَهُ: كيف نكونُ حسينيّين؟

 

أعزّائي،

 

عندما نُطعِمُ جائعًا، ونَسقي عَطشانَ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نَكسو عُريانًا، ونتصدّقُ على فقيرٍ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نزورُ مريضًا، ونَكفُلُ يتيمًا، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نساعدُ جارًا، أو قريبًا، أو صديقًا، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نخدُمُ النّاسَ بكلِّ قُدُراتِنا وإمكانيّاتِنا، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نُدافعُ عن المظلومينَ والمُستَضْعَفينَ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نكونُ متواضعينَ، وصادقينَ، ومُخلِصينَ، ومُحبّينَ، ومُهذّبينَ، ومحترمينَ، وأمناءَ، ورُحَماءَ، وكُرَماءَ، وأوفياءَ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما لا نَغتابُ أحدًا، ولا نشهدُ بالزّورِ، ولا نأكلُ مالَ الأيتامِ، ولا نرتكبُ المعاصي، نكونُ حسينيّين.

 

وعندما نحملُ السّلاحَ دفاعًا عن أرضِنا، ودينِنا، ووطنِنا، وشرفِنا، وكرامتِنا، نكونُ حسينيّين.

 

فيا ليتنا نكونُ حسينيّينَ حقيقيّينَ على خُلُقٍ عظيمٍ، فنفوزَ فوزًا عظيمًا.

 

أهلي، أحبّائي،

 

ما نَفْعُ هذه المجالسِ إن لم تُخرِّجِ الرّجالَ الصّالحينَ الصّادقينَ، والنّساءَ المؤمناتِ العفيفاتِ، والمجاهدينَ الأبطالَ، والمقاومينَ الشّرفاءَ، والشّهداء؟

 

إنّ إحياءَ عاشوراء يُحيي فينا الأَنَفَةَ والحميّةَ، ويوقِدُ فينا عنفوانَ الحسين، وإيثارَ أبي الفضلِ العبّاس، وشجاعةَ عليِّ الأكبر، وتضحيةَ كلِّ تلكَ الصّفوةِ الطّاهرةِ من أصحابِ الحسين. فعاشوراء ليست مدرسةً للحقدِ، والكراهيّةِ، وإثارةِ الغرائزِ، وإيقادِ الفتنِ، إنّما هي مدرسةٌ نتعلّمُ منها كلَّ المعاني السّاميةِ، وعلى رأسِها قيمةُ الحبِّ الإنسانيِّ، والعِشقِ الإلهيِّ، وبذلِ النّفسِ في سبيلِ اللهِ والحقّ.

 

أخواتي، إخوتي،

 

لقد رفعَ أبناءُ الجنوبِ شعارَيْنِ مركزيَّيْنِ كبيرَيْنِ: “كلُّ يومٍ عاشوراء، وكلُّ أرضٍ كربلاء”، و”هيهات منّا الذِّلَّة”، والعملُ بهذَيْنِ الشّعارَيْنِ أوجَبَ على الجنوبيّينَ الوقوفَ في وجهِ الظُّلمِ والحِرمانِ، وخوضَ غِمارِ الحربِ ضدَّ العدوِّ الصُّهيونيِّ الغاصِب. وإنَّ كلَّ ما تحقّقَ لجنوبِنا من صمودٍ، ومقاومةٍ، وانتصارٍ، وتحريرٍ، وعزّةٍ، وكرامةٍ، وخيرٍ، وتَقَدُّمٍ، وقوّةٍ، هو من كربلاء.

 

لقد وحّدَتنا كربلاء حولَ الجنوبِ، والحقِّ، والمقاومةِ، فكانَ الانتصارُ، وكانَ التّحرير.

 

لقد أوقدَت فينا كربلاء روحَ الشّجاعةِ، والعنفوانِ، فكان لنا قائدٌ عظيمٌ اسمُه “موسى الصّدر”، عاشَ بيننا، كالحسين (عليه السّلام) بسيطًا متواضِعًا، وشاركَنا في مكارِمِ الدّهرِ وخشونَةِ العيشِ، وأبى أن يسكُنَ القصورَ ويسيرَ في المواكبِ، مراعاةً لخصائصِ الفقراءِ والمحرومينَ، وأسَّ المقاومةَ الّتي حَمَت أرضَنا وعَرضَنا، وحفطَت كرامَتَنا وعِزَّتَنا.

 

لقد أوقَدَت فينا كربلاء روحَ الجهادِ، والنّضالِ، والبسالةِ، فكانَ لنا آلافُ الشّهداءِ الّذينَ استبسلوا في الدّفاعِ عن الجنوبِ، وبذلوا أرواحَهُم ودماءَهم، من أجلِ حرّيّتِنا، وسيادَتِنا، وبقائِنا.

 

إنّ كربلاءَ عطاءٌ مستمرٌّ ودائمٌ لا ينضُبُ ولا يهدأ، وأنتم، يا إخوتي الجنوبيّينَ، كربلائيّونَ حسينيّون، وخيرُ أمّةٍ أُخرِجَت للنّاس. 

 

أهلي، أحبّائي،

 

فلتكُن عاشوراء فرصةً جديدةً لنا لترويضِ الجسدِ، وتطهيرِ النّفس، وتجديدِ البيعةِ والولاءِ لسيّدِ الشّهداء (عليه السّلام). لذا، فلنُطلقِ العِنانَ لحناجِرِنا صارخينَ هاتفين في كلِّ السّاحاتِ، وفي كلّ المجالس، وفي كلِّ الميادين، وعلى كلِّ المنابر: لبّيكَ يا حسين، لبّيك يا حسين، لبّيكَ يا حسين. بأبي أنتَ وأمّي يا أبا عبدِالله.

 

حبيبي يا أبا عبدِالله،

 

أسألُ اللهَ الّذي أكرَمَني بمعرفتِكَ أن يجعَلَني معكَ في الدّنيا والآخرة. وأشهدُ أنّكَ وليُّ اللهِ وابنُ وليِّه، وصفيُّ اللهِ وابنُ صفيِّه، والإمامُ البَرُّ التّقيُّ الرّضيُّ المَهدِيُّ. وأشهدُ أنَّ الأئمّةَ من وُلدِكَ كلمةُ التّقوى، وأعلامُ الهُدى، والعُروَةُ الوُثقى، والحُجَّةُ على أهلِ الدّنيا.

 

أهلي، أحبّائي،

 

أتقدّمُ من صاحبِ العصرِ والزّمان (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَهُ الشّريف)، ومن الإمام القائد السّيّد موسى الصّدر (أعادهُ اللهُ ورفيقيه)، ومنكم جميعًا، بأحرّ التّعازي والمُواساة بذكرى استشهادِ سيّدِ شبابِ أهلِ الجنّة وسِبطِ رسولِ الله (صلَّ اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) الإمام الحسين بنِ عليّ (عليهما السّلام)، سائلًا اللهَ تعالى أن يُثَبِّتَنا على طاعتِهِ، وعلى نهجِ أهلِ البيت (عليهم السّلام)، وأن يُعيدَ إلينا إمامَنا المُغَيَّب.

 

السّلامُ عليكَ يا أبا عبدِالله، وعلى الأرواحِ الّتي حَلَت بفِنائِكَ، عليكَ منّي سلامُ اللهِ أبدًا ما بقيتُ وبقِيّ اللّيلُ والنّهار، ولا جعلَهُ اللّهُ آخِرَ العهدِ منّي لزيارتِكم.

 

السّلامُ على الحسين، وعلى عليِّ بنِ الحسين، وعلى أصحابِ الحسين، والسّلامُ عليكم، ورحمةُ اللّهِ، وبركاتُه.شارك الإعلاميّ سركيس الدّويهي في اللّيلة السّادسة من محرّم في حسينيّة أهل البيت (ع) في بلدة القصيبة الجنوبية . وقد ألقى كلمة جاء فيها:

 

السّلامُ عليكم، ورحمةُ اللهِ، وبركاتُه.

 

السّلامُ عليكَ يا ابنَ عليِّ المُرتَضى،

 

السّلامُ عليكَ يا ابنَ فاطمةَ الزّهراء،

 

السّلامُ عليكَ أيّها الشّهيدُ الصّدّيقُ والوصيُّ البارّ،

 

السّلامُ عليكَ يا حبيبي ويا سيّدي ويا مولايَ يا أبا عبدِالله الحسين، وعلى أخيكَ أبي الفضلِ العبّاس، وعلى أختِكَ زينب، وعلى ابنِ عمِّكَ وسفيرِكَ مُسلم بنِ عَقيل، وعلى بنيكَ، وأصحابِكَ، والأئمّةِ من ذُرّيّتِكَ.

 

لعنَ اللهُ أمّةً قتلتكَ، ولعنَ اللهُ أمّةً ظلمتكَ، ولعنَ اللّهُ أمّةً سمعت بذلك، فرضيَتْ به.

 

أهلي، أحبّائي، إخوتي في الحسين،

 

لم آتِ اليومَ إلى هذه البلدةِ الحبيبة، للمشاركةِ في هذه اللّيلةِ العاشورائيّةِ المباركة، من قَبيلِ العلاقةِ الإنسانيّةِ، والمجاملةِ، وتبادُلِ الواجبات، ولا سيّما أنّ لي في القصيبة أهلًا وإخوةً وأحبّةً. إنّما تأتي مشاركتي اليومَ، كما في السّنتَيْنِ الماضِيَتَيْنِ، للتّعبيرِ عن عشقي، وحُبّي، وولائي لسيّدِ الشّهداءِ الإمامِ الحسين (عليه السّلام).

 

نعم، يا إخوتي، لقد جئتُ اللّيلةَ، لأُجدّدَ البيعةَ، وأقولَ للإمامِ الحسين (عليه السّلام) : بأبي أنت وأمّي يا أبا عبدِلله. يا ليتني كنتُ معكَ، فأفوزَ فوزًا عظيمًا.

 

يا أحبّائي، أنا مسيحيٌّ مارونيٌّ أؤمنُ بمسيحيّتي، لكنّني أعشقُ الإمامَ الحسين (عليه السّلام)، وكعابسٍ أنا حبُّ الحسينِ أجنَّني.

 

أهلي، أحبّائي،

 

قبلَ خمسِ سنواتٍ، دعاني أحدُ أصدقائي في حيّ اللّجا في المصيطبة إلى حضورِ مجلسِ عزاءٍ، يُحييهِ الخطيبُ الحسينيُّ فضيلةُ الشّيخ حيدر المولى. لم أكُن أعرِفُ شيئًا عن مجالسِ العزاء، وبالتّالي عن أهلِ البيت (عليهم السّلام)، فلبّيتُ الدّعوةَ، يومَها، على مضضٍ، وذهبتُ إلى الحسينيّةِ إرضاءً لصديقي علي. وهناكَ كان اللّقاءُ، وكانتِ البدايةُ، فتعرّفتُ إلى الحسين، وأبي الفضل العبّاس، وزينب، وعليِّ الأكبر، ومُسلم بنِ عَقيل، وجون، ووهب، وغيرِهِم من أبطال كربلاء. وواللهِ، واللهِ، ما رأيتُ، وما سمعتُ إلّا جميلًا، فغرِقتُ في بحرِهِم عشقًا وهُيامًا.

 

لقد تعرّفتُ ،يومَها، إلى إمامٍ عظيمٍ، شدّني إليهِ بما يتميّزُ بهِ من العلمِ، والتّواضُعِ، والشّجاعةِ، والوَرَعِ، والجودِ، والغيرةِ، والعِصمةِ، والشّهامةِ، والبطولةِ، والبسالةِ، والكمالِ، وحُسْنِ الأخلاقِ، ولُطْفِ الشّمائل. وتعلّقتُ بشخصيّته (عليه السّلام) لما تُجسّدُهُ هذه الشّخصيّةُ من قيمٍ إنسانيّةٍ ساميةٍ، ولما فيها من شَبَهٍ كبيرٍ بينها وبين شخصيّةِ السّيّد المسيح (عليه السّلام). ففي شخصيّةِ الإمامِ الحسين (سلامُ اللهِ عليه) وجدتُ شخصيّةَ الثّائرِ، وشخصيّةَ القائدِ، وشخصيّةَ الإمامِ، وشخصيّةَ البطلِ، وشخصيّةَ الفادي.

 

إنّ سيّدَ الشّهداءِ (عليه السّلام) هو مدرسةٌ في التّضحيةِ، والبذلِ، والعطاءِ، والفداءِ، والتّحدّي، والرّفضِ، والإخلاصِ، والتّفاني، والعِبادةِ، والزُّهدِ.

 

لقد تعلّمتُ من الإمامِ الحسين (عليه السّلام) أن أقولَ “لا”، عندما تكونُ ال”نعم” عكسَ مبادئي، وضدَّ قناعاتي ويقيني، مهما كانتِ الأثمانُ باهظةً، والتّضحياتُ جسيمةً.

 

لقد تعلّمتُ من الإمامِ الحسين (عليه السّلام) أن أرفضَ الذُّلَّ والمهانةَ، وأن أعيشَ حرًّا عزيزًا، فالموتُ في عزٍّ خيرٌ من الحياةِ في ذُلٍّ وهَوان.

 

لقد علّمني الإمامُ الحسين (عليه السّلام) أن أُقاوِمَ الظّلمَ والجَوْرَ، وأُحاربَ الجهلَ والفسادَ، وأواجهَ الكُفرَ والنِّفاقَ، وأتمسّكَ بالقيمِ والمبادئِ والأخلاقِ، وأنصرَ الحقَّ، وأُزهقَ الباطلَ.

 

أهلي، أحبّائي،

 

يبقى الحسينُ (عليه السّلام)، على الأيّامِ قاطبةً، رمزَ الفداءِ، ومصباحَ الهُدى، وسفينةَ النّجاةِ، وسرَّ قوّتِنا وانتصاراتِنا. وتبقى كربلاءُ المقدّسةُ مدرسةً في الجهادِ، والمقاومةِ، والنّضالِ، والصّبرِ، والإباءِ، والقيمِ، والأخلاقِ، والتّضحيةِ، والعنفوان.

 

إنّ الفداءَ والاستشهادَ اللّذَيْنِ يُشكّلانِ رُكنَ الدّينِ المسيحيّ الأساس، قد جسّدَهُما الإمامُ الحسين (عليه السّلام) خيرَ تجسيدٍ في استشهادِهِ، هذا الاستشهادُ الّذي لا يُقدِمُ عليهِ إلّا المُبشّرونَ بالأديانِ السّماويّةِ، أو المُتَصَدّونَ لانحرافِها، وكان الحسينُ واحدًا منهم.

 

إنّ الحسينَ الّذي خرجَ لطلبِ الإصلاحِ في دينِ جدِّهِ شُرِّدَ، وأُعطِشَ، وأُهينَ، وجُرِّدَ من ثيابِهِ، وقُتِلَ أولادُهُ وأصحابُهُ، وطُحِنَت عظامُهُ، وقُطِعَ رأسُهُ، وسُبِيَت عِيالُه. وكما سيّدُ الشّهداءِ (عليهِ السّلام)، كذلك السّيّدُ المسيح (سلامُ اللهِ عليه) اضطُهِدَ، وأُهينَ، وحوكِمَ، وضُفِرَ جبينُهُ بالشّوكِ، وجُرِّدَ من ثيابِهِ، وصُلبَ، وطُعِنَ.

 

فكيف لا أعشقُ الحسينَ (عليه السّلام) أنا المسيحيُّ، وهو وارثُ عيسى روحِ الله؟ وهنا أَذكُرُ قولَ الكاتبِ المسيحيّ أنطوان بارا: “لو كان الحسينُ منّا لنشرنا لهُ في كلِّ أرضٍ رايةً، ولأَقَمْنا لهُ في كلِّ أرضٍ مِنْبَرًا، ولَدَعونا النّاسَ إلى المسيحيّةِ باسمِ الحسين”.

 

أهلي، أحبّائي،

 

إنّ الحسينَ (عليه السّلام) مهوى القلوبِ الحيّةِ، ومَنارُ الضّمائرِ الحُرّةِ، لأنّ اللهَ (عزَّ وجّلَّ) أسبغَ على ثورتِهِ ألطافًا سماويّةً توقدُ في قلوبِ المؤمنينَ، مسلمينَ ومسيحيّينَ، جَمرةً ملتَهِبَةً لا تبرُدُ، بل تتجدّدُ، ويشتعلُ أوارُها جيلًا بعد جيلٍ. فسيرةُ الحسين (عليه السّلام) مبادئُ، ومُثُلٌ، وثورةٌ، لَأعظَمُ من حصرها في إطارِ زمنيٍّ ومكانيٍّ محدَّدٍ، وعللى الفكرِ الإنسانيِّ أن يُعيدَ تَمثيلَها، واستنباطَ الدّروسِ والعِبَرِ منها، لأنّها سرُّ سعادةِ البشريّةِ، وسرُّ حرّيّتِها، وسرُّ سؤدَدِها، وسرُّ انتصاراتها. فلَوْ عقَلَ البشرُ المبادئَ الّتي استُشهدَ من أجلها الحسينُ (عليه السّلام)، لأزَلْنا كلَّ مظاهرِ الحزنِ والحداد. فثورةُ الإمامِ الحسين (عليه السّلام) لم تكُنْ غيرَ ثورةٍ في الرّوحِ لم ترضَ بسيادةِ الغِلِّ، والجهلِ، والفسادِ.

 

لقد أرادَ الحسينُ (عليه السّلام) أن يُحرِّرَ الأرضَ من عبودِيَّتِها المعفَّرَةِ بالسّرابِ والغبارِ، ويرفعَها إلى السّماواتِ السّبعِ، وأن يسموَ بالإنسانِ ، ويُخلّصَهُ من كلِّ عبوديّةٍ، ويُحرّرَهُ من الكَذِبِ والغِشِّ والبُهْتانِ، ويُنَظّفَهُ من الرّغباتِ السّودِ، ويُزيّنَهُ بالصّدقِ والطُّهرِ والعَفافِ.

 

إنَّ نهضةَ الحسين (عليه السّلام) لم تكُنْ ظاهرةً انفعاليّةً لفورةٍ عابرةٍ، بل كانت تصدِّيًا عَزومًا للقِوى الظّلاميّةِ الغاشمةِ، وصيحةً مُجَلْجِلَةً لاجتثاثِ البِدَعِ ودَغَلِ النّفوسِ ووثنيّةِ الأفكارِ، لا يزالُ صداها يتردّدُ حتّى يومِنا هذا.

 

وإن كان الحسينُ (عليه السّلام) قائدَنا، وسيّدَنا، وقدوتَنا، ومثالَنا، وملهِمَنا، فواجبٌ علينا أن نقتديَ به، وأن نحتذيَ به، وأن نسيرَ على نهجِهِ وخطاهُ، وأن نكونَ حسينيّينَ في أقوالِنا، وأفعالِنا، وأخلاقِنا، وسلوكِنا في المجتمع، وتعاملِنا مع النّاس. وهنا، سؤالٌ يطرحُ نفسَهُ: كيف نكونُ حسينيّين؟

 

أعزّائي،

 

عندما نُطعِمُ جائعًا، ونَسقي عَطشانَ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نَكسو عُريانًا، ونتصدّقُ على فقيرٍ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نزورُ مريضًا، ونَكفُلُ يتيمًا، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نساعدُ جارًا، أو قريبًا، أو صديقًا، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نخدُمُ النّاسَ بكلِّ قُدُراتِنا وإمكانيّاتِنا، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نُدافعُ عن المظلومينَ والمُستَضْعَفينَ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما نكونُ متواضعينَ، وصادقينَ، ومُخلِصينَ، ومُحبّينَ، ومُهذّبينَ، ومحترمينَ، وأمناءَ، ورُحَماءَ، وكُرَماءَ، وأوفياءَ، نكونُ حسينيّين.

 

عندما لا نَغتابُ أحدًا، ولا نشهدُ بالزّورِ، ولا نأكلُ مالَ الأيتامِ، ولا نرتكبُ المعاصي، نكونُ حسينيّين.

 

وعندما نحملُ السّلاحَ دفاعًا عن أرضِنا، ودينِنا، ووطنِنا، وشرفِنا، وكرامتِنا، نكونُ حسينيّين.

 

فيا ليتنا نكونُ حسينيّينَ حقيقيّينَ على خُلُقٍ عظيمٍ، فنفوزَ فوزًا عظيمًا.

 

أهلي، أحبّائي،

 

ما نَفْعُ هذه المجالسِ إن لم تُخرِّجِ الرّجالَ الصّالحينَ الصّادقينَ، والنّساءَ المؤمناتِ العفيفاتِ، والمجاهدينَ الأبطالَ، والمقاومينَ الشّرفاءَ، والشّهداء؟

 

إنّ إحياءَ عاشوراء يُحيي فينا الأَنَفَةَ والحميّةَ، ويوقِدُ فينا عنفوانَ الحسين، وإيثارَ أبي الفضلِ العبّاس، وشجاعةَ عليِّ الأكبر، وتضحيةَ كلِّ تلكَ الصّفوةِ الطّاهرةِ من أصحابِ الحسين. فعاشوراء ليست مدرسةً للحقدِ، والكراهيّةِ، وإثارةِ الغرائزِ، وإيقادِ الفتنِ، إنّما هي مدرسةٌ نتعلّمُ منها كلَّ المعاني السّاميةِ، وعلى رأسِها قيمةُ الحبِّ الإنسانيِّ، والعِشقِ الإلهيِّ، وبذلِ النّفسِ في سبيلِ اللهِ والحقّ.

 

أخواتي، إخوتي،

 

لقد رفعَ أبناءُ الجنوبِ شعارَيْنِ مركزيَّيْنِ كبيرَيْنِ: “كلُّ يومٍ عاشوراء، وكلُّ أرضٍ كربلاء”، و”هيهات منّا الذِّلَّة”، والعملُ بهذَيْنِ الشّعارَيْنِ أوجَبَ على الجنوبيّينَ الوقوفَ في وجهِ الظُّلمِ والحِرمانِ، وخوضَ غِمارِ الحربِ ضدَّ العدوِّ الصُّهيونيِّ الغاصِب. وإنَّ كلَّ ما تحقّقَ لجنوبِنا من صمودٍ، ومقاومةٍ، وانتصارٍ، وتحريرٍ، وعزّةٍ، وكرامةٍ، وخيرٍ، وتَقَدُّمٍ، وقوّةٍ، هو من كربلاء.

 

لقد وحّدَتنا كربلاء حولَ الجنوبِ، والحقِّ، والمقاومةِ، فكانَ الانتصارُ، وكانَ التّحرير.

 

لقد أوقدَت فينا كربلاء روحَ الشّجاعةِ، والعنفوانِ، فكان لنا قائدٌ عظيمٌ اسمُه “موسى الصّدر”، عاشَ بيننا، كالحسين (عليه السّلام) بسيطًا متواضِعًا، وشاركَنا في مكارِمِ الدّهرِ وخشونَةِ العيشِ، وأبى أن يسكُنَ القصورَ ويسيرَ في المواكبِ، مراعاةً لخصائصِ الفقراءِ والمحرومينَ، وأسَّ المقاومةَ الّتي حَمَت أرضَنا وعَرضَنا، وحفطَت كرامَتَنا وعِزَّتَنا.

 

لقد أوقَدَت فينا كربلاء روحَ الجهادِ، والنّضالِ، والبسالةِ، فكانَ لنا آلافُ الشّهداءِ الّذينَ استبسلوا في الدّفاعِ عن الجنوبِ، وبذلوا أرواحَهُم ودماءَهم، من أجلِ حرّيّتِنا، وسيادَتِنا، وبقائِنا.

 

إنّ كربلاءَ عطاءٌ مستمرٌّ ودائمٌ لا ينضُبُ ولا يهدأ، وأنتم، يا إخوتي الجنوبيّينَ، كربلائيّونَ حسينيّون، وخيرُ أمّةٍ أُخرِجَت للنّاس. 

 

أهلي، أحبّائي،

 

فلتكُن عاشوراء فرصةً جديدةً لنا لترويضِ الجسدِ، وتطهيرِ النّفس، وتجديدِ البيعةِ والولاءِ لسيّدِ الشّهداء (عليه السّلام). لذا، فلنُطلقِ العِنانَ لحناجِرِنا صارخينَ هاتفين في كلِّ السّاحاتِ، وفي كلّ المجالس، وفي كلِّ الميادين، وعلى كلِّ المنابر: لبّيكَ يا حسين، لبّيك يا حسين، لبّيكَ يا حسين. بأبي أنتَ وأمّي يا أبا عبدِالله.

 

حبيبي يا أبا عبدِالله،

 

أسألُ اللهَ الّذي أكرَمَني بمعرفتِكَ أن يجعَلَني معكَ في الدّنيا والآخرة. وأشهدُ أنّكَ وليُّ اللهِ وابنُ وليِّه، وصفيُّ اللهِ وابنُ صفيِّه، والإمامُ البَرُّ التّقيُّ الرّضيُّ المَهدِيُّ. وأشهدُ أنَّ الأئمّةَ من وُلدِكَ كلمةُ التّقوى، وأعلامُ الهُدى، والعُروَةُ الوُثقى، والحُجَّةُ على أهلِ الدّنيا.

 

أهلي، أحبّائي،

 

أتقدّمُ من صاحبِ العصرِ والزّمان (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَهُ الشّريف)، ومن الإمام القائد السّيّد موسى الصّدر (أعادهُ اللهُ ورفيقيه)، ومنكم جميعًا، بأحرّ التّعازي والمُواساة بذكرى استشهادِ سيّدِ شبابِ أهلِ الجنّة وسِبطِ رسولِ الله (صلَّ اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) الإمام الحسين بنِ عليّ (عليهما السّلام)، سائلًا اللهَ تعالى أن يُثَبِّتَنا على طاعتِهِ، وعلى نهجِ أهلِ البيت (عليهم السّلام)، وأن يُعيدَ إلينا إمامَنا المُغَيَّب.

 

السّلامُ عليكَ يا أبا عبدِالله، وعلى الأرواحِ الّتي حَلَت بفِنائِكَ، عليكَ منّي سلامُ اللهِ أبدًا ما بقيتُ وبقِيّ اللّيلُ والنّهار، ولا جعلَهُ اللّهُ آخِرَ العهدِ منّي لزيارتِكم.

 

السّلامُ على الحسين، وعلى عليِّ بنِ الحسين، وعلى أصحابِ الحسين، والسّلامُ عليكم، ورحمةُ اللّهِ، وبركاتُه.

 

 

نوشته شده توسط محمد باقر انصاری  | لینک ثابت |